رسم لنا الاسلام الحنيف طريق السعادة الحاقة والسيادة الكاملة في معاشنا ومعادنا ودنيانا واخرتنا علي اساس متين .. من عقيدة صادقة هادية ، وشريعة عادلة خالدة باقية ، فالعقيدة ـ وهي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر ـ حرر العقول من رق الاوهام وسما بالانسانية الي فطرتها الصافية ، يقول تعالي في سورة الروم ( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون ) الآية 30
عقيدة جمعت كلمة الناس تحت راية التوحيد في ظلال العزة والحرية والكرامة واحترام العقل الانساني بعد ان عطلته الوثنية وشبه الوثنية عن التفكير السليم والطريق المستقيم ، فاقرءوا ان شئتم قول الله تعالي في سورة آل عمران ( قل يااهل الكتاب تعالوا الي كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ) الآية 64
وقول الله تعالي في سورة الحج ( ياايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابة ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ) الآية 73
فالاله المعبود بحق في عقيدة الاسلام هو الله الواحد الاحد .. الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد .. هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم .. لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير .. وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو .. ويعلم ما في البر والبحر وما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معنا اينما كنا .
اما الشريعة الاسلامية فهي الشريعة الكاملة التي اكمل الله بها الدين واتم بها الرسالات تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر ، وتحل للناس الطيبات ، وتحرم عليهم الخبائث ، وتضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم ، تنشر مكارم الاخلاق ومحامد الخصال ومحاسن الفعال حتي لقد قال بعض المشركين حين استمع الي دستور الاسلام : لو لم يكن هذا دينا لكان في اخلاق الناس حسنا .
وبهذا اصلاح الحياة الانسانية بما شرع الله لعباده من نظم واحكام يأخذ الانسان بها في علاقته بربه وعلاقته بنفسه وعلاقته بأخيه المسلم وعلاقته بالكون والحياة .
بهذه الشريعة دعا الي الوحدة الاسلامية التي تزول بها الفوارق بين اجناس البشر فتذكرهم بأنهم ابناء اب واحد وام واحدة خلقوا من التراب والي التراب يعودون ( يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير ) سورة الحجرات / الآية 13[img]